أكره النوم يا حبيبة فهو يقودني إليك بلا شعور...وأنت حسرت قفطانك عن جسدي ووضبت الأفق في حقيبتك و آثرتي المغيب...
لم يكن الحنين يوماً مهنتي ولم أحفظ أسماء الكواكب و لم أجرب التسكع بين أكواخ الغيوم مع خيال أنثى...كل ما كنت أعيش عليه...لفافة تبغ وعلبة حبوب منومة...وقطعة أرض في زاوية الوطن...
لكنني أكتشف اليوم أن الإغتيالْ حلوى مسمومةٌ يهديها لنا أإثنان...امرأةٌ نحبها...و ساعة حزنٍ تدفعنا إليها...
* * *
كالريح والشجر كانت أصابعي و أصابعك...متعانقين نبدأ ومفترقين نمضي كالأحلام الطائشة...
لكن كفك خذلني ذات موعدٍ وأرسل برقية اعتذار ، فحنيت ظهري كي أصافح الوداع...
واستدرتُ كالزوبعةِ ألملِمُ نفسي وأجمع بصري اللاهث خلف وميضكِ وأحفظ وجهي من جذام الرحيل...
طلبت من الدرب أن يعيد إلي خطاي و وقع صوتك فوق الرصيف القديم...وقصائد شعرك الممزوج برحيق الشفق...
فصحوت لأجد نشيداً يرن بحنجرتي وسبيكة من رخام القمر على سريري و كأسا من دموع الشمس على جدراني...
* * *
أنتشل يدي من صورتك وروحي من قلعة الذكرى وأقف في قعرِ الليل لأرسم وجهك فوق جدار خيالي وأنظم كونا يضم حنيني ويكسر سيف التعاسةالذي يصافح زمني ...
ثم أعانق كفك في الضباب وأسير بك إلى ناصية الهباء لأترك جزءاً من لهاثي على ظهر الليل الغريب ، وأشعلُ عود ثقاب لألمح ظلك الذي يتبخر من قِدْرِ الَبصر...
أخيط من صدري وطناً لوجهك العاصف كلوحة ثورية...ومن تجعدات جبيني أعمر كوخاً يأوي الدفئ كي تظلي قرب رمادي ويظل شعركِ حصناً يسرب الضوء إلى كياني...
فلا تفري من عيوني إن لمحتك تباركين الدرب يوماً وعانقتك كحبل المشنقة...
* * *
أنت يا غائبة لحني الخالدُ و صلاتي القديمة...وأغنيتي الخضراء وسط ضجيج الرتابة...وشتائي المطمور بالأعشاب والضحكات الدافئة...
فلا تسافري بعيدا يا فيروزتي المخملية...أنا رجل متعب جداً والصدأُ يأكل عظامي...أعلامي منكسةٌ على وجهي...والليل يطالبني بأحلامي...فإن كان وجهك يؤثر أن يتشبث بالمغيب...عليه أن يقرضني مروراً آخراً هذه الليلة...كرامةً لمسحوق الحزن وخبز الذكرى اللذين ينتصبان بيننا...فقط !
للامانة منقول
كأني هنا